تصدّى علماء مدرسة الطهر والطهارة لهذا البحث، ولم يتركوا فيه شاردة ولا واردة إلّا أجالوا فكرهم، وبذلوا فيها وسعهم، آخذين بذلك الإرث النبويّ والسراج العلويّ الذي لا ينضبّ عطاؤه ولا يخمد نوره.ومنهم صاحب الأثر المبارك المحقّق الفقيه والأديب البارع الشيخ عبد الهادي شليلة البغداديّ، فقد خاض غمار هذا البحر، وتناول البحث مسألة مسألة، مبتدئاً بتحرير محل النزاع، عارضا للآراء، مبيّناً غثّها من سمينها، مستدلّاً على السمين مشكلاّ على الغثّ، إلى أن يصل إلى محلّ التحقيق، مبدياً ما وصل إليه من التوفيق بأسلوب رشيق، وقلم دقيق، مذكّراً بأولئك الفحول الذين ورثوا علوم آل محمد الرسول (عليهم السلام)، ذاكراً لهم بكلّ أدب واحترام.فبعد أن يستدلّ على أصل المسألة ويثبت المطلوب ينتقل إلى التفريع، ويكثر من ذكر الفروع بعد الأصول، مستدلّاً على كلّ فرعٍ، مظهراً قدرته على الاستدلال، مستخدماً ما أوتي من أدوات الصناعة بأرشق بيان، مشيراً إلى بعضها مجرّد إشارة، قائلاً: كما حرّر في محلّه، ومحلُّه تارة في علم الأصول، وأخرى في علم الكلام، وثالثة في علم المنطق،ـ ولِمَ لا؟ وهو له في كلّ علم صولة وله في العلوم جولة بعد جولة.
تأريخ الأصدار : 2022
المؤلف : العلامة الفقيه الشيخ عبد الهادي شليلة البغدادي النجفي